الاعجاز العلمي في النحل

تكلمنا فى الحلقات السابقة عن معجزة القران فى اية النحل ، ثم الاعجاز العلمى فى هذه الاية ، واليوم وباذن الله سوف نتكلم عن الاعجاز الطبى فيها::::::::::::::::::
قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الحكيم:
بسم الله الرحمن الرحيم
{وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون* ثم كلى من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك زللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون* }(الآية 69،68 من سورة النحل)

من المفهوم حتى الآن لدى جمهور المسلمين المثقفين منهم وغير المثقفين،أن إعجازها الطبي ينحصر في إشارتها إلى أن العسل فيه شفاء للناس.....ولكن أين الجديد فى هذه الآية إذا كانت جميع الأديان السماوية وغير السماوية تنصح إتباعها بالتداوى بالعسل،بل إن أوراق الطب المصرية القديمة التي كتبت قبل نزول القران بآلاف السنين اخذ العسل فيها دورا بارزا كعنصر شفائي ووصف بأنه شراب الآلهة،وفى كتب الطب القديمة الروسية والصينية والهندية نسب إلى العسل كثير من المزايا العلاجية،وفى الولايات المتحدة الأمريكية ذكر عن الطب الشعبي للهنود
الحمر عشرات الوصفات اخذ العسل فيها مركز الصدارة ...هيهات هيهات ... إن ما جاء فى هذه الآية يفوق ذلك بكثير،ويظهر إعجاز القران العظيم.
إن أية النحل تضمنت فى المجال الطبى تعبيرين لا تعارض فيهما مع المعلومات الواردة بالكتب السابقة،ولكنهما وردا بأسلوب يتضمن كل التغييرات والاكتشافات التى سيتوالى ظهورها حتى يوم القيامة ،وهما :

أولا : عدم ذكر(( العسل)) صراحة فى هذه الآية مع انه هو المفهوم منها ضمنيا.
ثانيا : ذكر ((شفاء الناس)) مطلقا بلا حدود، ومن هذين التعبيرين يفهم ان العسل ليس وحده الذى يخرج من بطون النحل وفيه شفاء للناس،وان الأمراض التى تشفى بواسطة منتجات النحل تتعدى كل الحدود.ومما يكسب هذه الآية إعجازا علميا وطبيا يتناسب مع بدئها بوحى الله للنحل وختامها بان فيها آية لقوم يتفكرون هو ذلك المجال الشافى الواسع للنحل،الذى ظهر فى العصر الحديث،ولمنتجات النحل الأخرى التى لم تعرف إلا منذ بضع سنين.
وبالاضافة إلى ذلك، فان آية النحل هى الآية القرآنية الوحيدة التى ذكر فيها شفاء الناس منسوبا الى شيء مادى،بينما لم يذكر الشفاء إلا فى ثلاث آيات قرآنية أخر وفيها نسب إلى القران الكريم نفسه كما يلي:
1 – {قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما فى الصدور}(57 يونس)
2 – {وننزل من القران ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين}( 82 الإسراء)
3 – {قل هو للذين امنوا هدى وشفاء}(44 فصلت)

والمقصود هنا بان القران هدى وشفاء ورحمة،طبعا شفاء النفوس والأرواح من الأمراض الإنسانية كالكفر والحقد والحسد وغيرها مما تسبب القلق للإنسان وتصيبه بالأمراض النفسية والجسدية.
أما المقصود من آية النحل((والله اعلم)) فهو شفاء الأبدان عن طريق التداوى بمنتجات النحل المتعددة وليس بالعسل وحدة ،حيث ان الشغالات تخرج من بطونها سوائل متباينة الالوان بالإضافة الى العسل:وهى الغذاء الملكى الذى تطعم به صغارها وملكاتها، وأيضا السم الذى تلدغ به أعداءها دفاعا عن بيوتها، والشمع الذى يخرج من بطونها سائلا أيضا ويتجمد بمجرد تعرضه للهواء لتبنى به أقراصها، علاوة على المواد التى تجمعها من النباتات،وتضيف إليها مواد من إخراجها لكى تستعملها أثناء حياتها مثل حبوب اللقاح التى تختزنها للتغذية عليها، والمادة الصمغية المسماة(بر وبوليس)اى مادة البناء الأولية التى تستعملها فى تضييق مداخل خلاياها حتى لا تدخلها التيارات الهوائية،وفى لصق الأقراص والإطارات حتى لا تهتز عند هبوب الرياح القوية،وقد ثبت فى العصر الحديث ان لجميع هذه المواد العديد من الفوائد العلاجية، وفى كل ذلك دليل على إعجاز هذه الآية التى تضمنت حقائق ظلت كامنة أربعة عشر قرنا وما يقرب من النصف فى القرن الخامس عشر من الزمان ثم ظهرت فى العصر الحديث......

» الاعجاز العلمي في النمل
» معجزات النحل في القران الكريم
» روائع الاعجاز العددي في القران الكريم
» الإعجاز العلمي في الذباب
» الإعجاز العلمي في الكمأة